مقاوم وشهيد تونسي كان شاهداً على غطرسة المستعمر الفرنسي وبشاعته…
أحداث الجلاز
اشتعلت الإحتجاجات في تونس العاصمة في نوفمبر 1911 ضد سلطات الحماية بعد قيام بلدية تونس، الخاضعة لسلطتها، بتقديم طلب لتسجيل أرض مقبرة الجلاّز في السجل العقاري. عدلت البلدية عن تقديم الطلب إثر إحتجاجات التونسيين، إلا أن قرارها لم ينشر في الجرائد المحلية. إندلعت في النهاية، في 7 نوفمبر 1911 مصادمات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن الفرنسية، استمرت إلى اليوم التالي. أسفرت المواجهات إلى مقتل عدد من الأشخاص من الطرفين، كما تخللها مصادمات مع الجالية الإيطالية على خلفية الغزو الإيطالي لليبيا.
وفي يوم 8 نوفمبر 1911 أصدر الباي محمد الناصر أوامر تتعلق بعمل حصار عسكري على العاصمة وضواحيها وتكليف القيادة العسكرية الفرنسية بمهمة المحافظة على الأمن وحظر التجول والاجتماعات ليلًا والوقوف بالطريق العام وتم سحب رخص المقاهي.
الإعدام
أقيمت عام 1912 محاكمة للمشاركين في المصادمات (منهم عبد الجليل الزاوش)، أسفرت على أحكام تتراوح بين الأشغال الشاقة والإعدام بحق 25 شخص.
حكم على علي الخضراوي (“الجرجار”) ر بالإعدام وكان عمره 31سنة و وآخرون بالأشغال الشاقة. في 23 أكتوبر 1912 أحضرت فرنسا لأول مرة لتونس مقصلة على قطار قادمًا من الجزائر و كان مع المقصلة السفاح “لابيار” المختص في قطع الرؤوس و كان المشهد مرعبًا أمام الناس حيث تم قطع رأسي الشاذلي بن عمر القطاري والجرجار مما زاد من غضب الشعب على المستعمر الفرنسي.
وشهدت أمه فصل رأس إبنها عن جسده، حتى فقدت عقلها وقيل أنها هامت تتجول بين الضواحي والمدن والأحياء وهي تردد: “بره وإيجا ما ترد أخبار على الجرجار يا عالم الأسرار صبري لله، يا عالم الأسرار صبري لله، بعيننا احنى شفنا، واحنا صحنا، يامة ضربوني، خلوني نبكي بللغصة، ياعالم الأسرار صبري لله”.
فبقي رثاء أم الجرجار إلى أغنية شعبية يتغنى بها الناس في الأعراس في تونس.